هل يستفيد برشلونة من درس الإقصاء الأوروبي ؟؟

هشام يوسف – من أسباب نجاح العظماء – سواء أفراد أو مؤسسات أو حتى دول – هو بالقدرة على النهوض من أية كبوة حتى لو كانت الخسارة فادحة سواء مادية أو بشرية أو معنوية ، هذه السمة للنجاح يجب أن يبثها ويحثها البرسا في لاعبيه بكل الطرق الممكنة في هذه الأيام حتى يتمكن من تحويل الطاقة السلبية الناجمة من الخروج الأوروبي المخزي والمهين للكبرياء الكتالوني ، ولكن السؤال هل تعي إدارة البرسا هذه الحكمة ، هل ستستطيع الإستفادة من الخروج ليكون دافع للفريق للأمام ؟

لم يحدث شيء .. نحن أقوياء !!

أول ما لاحظه الجميع بعد فضيحة السباعية البافارية هو ردة الفعل الهادئة – بل إن شئنا الدقة الباردة – من رئيس النادي ومدربه على السواء ، فإنصب الحديث على أن الفريق جيد ولا يحتاج تدعيمات كثيرة كما يثرثر الجميع ! كلام ليس له سوى مدلول واحد هو الغطرسة والغرور القاتلين اللذين سيوردا الفريق لغياهب مظلمة أشد قسوة من السباعية.

لدينا صانع المعجزات .. هذا كافٍ !

ربما من الأمور المغذية بشدة لهذه الغطرسة والغرور هو وجود الأسطورة ميسي والإتكال على كونه منقذ دائم للفريق ، وبالطبع هذا تغافل واضح عن متاعب ميسي التي تلوح في الأفق بسبب هذا الإتكال المفرط الذي يؤذي الطرفين – ميسي و البرسا – فميسي لم يعد ذلك السلاح الفتاك الذي لا يقهر مطلقاً فوجدناه في مباريات كثيرة ومهمة هذا الموسم سلاح بدون ذخيرة ، وهو ليس عيب ميسي ولكنه عيب هذا الإتكال الزائد عن الحد من المدرب والفريق كله.

التيكي تاكا .. لا تمس مطلقاً !

التعامل مع فكرة تطبيق التيكي تاكا مع الفريق وإستمرارها كما كانت تطبق في المواسم السابقة مع جوارديولا هو نوع من الإنغلاق الفكري والخططي الغير ذكي بالمرة ، فأي طريقة لو إستمرت لعدة مواسم متتالية يتم معرفة مكامن القوة والضعف بها رويداً رويداً إلى أن تصبح طريقة قديمة عفى عليها الزمن وغير مرغوب فيها – وهو أمر تاريخي – ولعل محاولة جوارديولا في آخر مواسمه اللعب بخطة3-4-3 كانت بمثابة الأوكسجين الصناعي لإنعاش التيكي تاكا وحتى يداوي ويداري عيوبها وعيوب الأفراد الذين يطبقونها بالفريق ، والمقصود هنا أن التيكي تاكا ليست تعويذة سيلقيها المدرب على المنافسين ويضمن بها الفوز عند تطبيقها ، ولكنها طريقة مجهدة بدنياً وذهنياً لأقصى مدى ، وهو أمر ربما قد لا يدركه البعض من فرط سلاسة وسهولة أدائها ولكنها تتطلب لاعبين دائماً وأبداً في فورمة بدنية وفنية عالية وبغير هذا تصبح طريقة نظرية بلا مردود فعلي.

كلمة أخيرة .. أنا لا أقول أن التيكي تاكا عفى عليها الزمن ، ولا أقول أن البرسا ينهار، كل ما أقوله هو كفى تعامل بتعالي وخُيلاء من قبل الإدارة والجهاز الفني مع الوضع المتأزم للفريق والإستفادة من الدرس البافاري القاسي ، والبداية تكون بالإعتراف بوجود مشاكل فنية محتاجة تدخل فوري بإنتدابات عديدة ومميزة وخطة لعب مدعمة للتيكي تاكا يكون هدفها معالجة الأخطاء السابقة بها ، وبغير بهذا وبإستمرار التعامل بأن شيئاً لم يحدث فسوف تكون العواقب في منتهى السؤ الموسم المقبل على الفريق وعشاقه.